فرنسا

تعد فرنسا من القوى الكبرى ذات التأثير العميق في السياسة الدولية، وهي عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وعضو مؤسس في الاتحاد الأوروبي. تتمتع بموقع استراتيجي في قلب أوروبا، مما يعزز من دورها المؤثر في السياسات الاقتصادية والأمنية العالمية. تلعب فرنسا دورًا محوريًا في السياسة الإقليمية والدولية، خصوصًا في مجالات الدفاع، مكافحة الإرهاب، وحل النزاعات.
في منطقة الشرق الأوسط، تدعم فرنسا حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتدعو إلى تسوية عادلة تضمن حقوق الفلسطينيين. تسعى أيضًا إلى الحفاظ على استقرار لبنان وتعزيز علاقاتها مع الأردن من خلال التعاون الأمني والتنمية. في سوريا، تتبنى فرنسا موقفًا داعمًا للمعارضة في مواجهة النظام السوري، وتسعى إلى تحقيق استقرار في المنطقة من خلال مكافحة الإرهاب.
العلاقات الفرنسية مع تركيا تتسم بالتحديات، خاصة فيما يتعلق بالنزاع حول حقوق التنقيب في البحر الأبيض المتوسط والتوترات السياسية في سوريا. مع أرمينيا، تدعم فرنسا موقفها في نزاع ناغورنو كاراباخ، بينما تحافظ على علاقات استراتيجية مع اليونان في إطار التعاون الدفاعي والأمني داخل الاتحاد الأوروبي.
فرنسا تواصل دعم أوكرانيا في مواجهتها مع روسيا، وقد قدمت مساعدات عسكرية وإنسانية في إطار دعم السيادة الأوكرانية. في الوقت نفسه، تسعى إلى الحفاظ على الحوار الدبلوماسي مع روسيا بشأن قضايا الأمن الأوروبي.
على مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة، تعد فرنسا شريكًا رئيسيًا في القضايا الأمنية والدفاعية العالمية، رغم بعض الخلافات في السياسة الخارجية. أما في إفريقيا، ففرنسا تعتبر قوة مؤثرة في القارة، حيث تحتفظ بعلاقات تاريخية وثيقة مع العديد من الدول الإفريقية، خصوصًا في مستعمراتها السابقة. تعتبر منطقة الساحل الإفريقي أحد أبرز مناطق النفوذ الفرنسي، حيث تشارك في عمليات عسكرية لمكافحة الجماعات الإرهابية، خاصة في مالي، النيجر، وتشاد، عبر عملية “برخان”.
علاوة على ذلك، تسعى فرنسا إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتنموية مع الدول الإفريقية، من خلال استثمارات في البنية التحتية والمشروعات التنموية عبر الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD). ورغم الانتقادات في بعض المناطق بسبب تأثيرها في الشؤون الداخلية، تظل فرنسا قوة محورية في الأمن والتنمية في إفريقيا، مما يعزز نفوذها الاستراتيجي في القارة.