السبت, أكتوبر 12, 2024
spot_img
الرئيسيةتحليل سياسياستثمار الانتصار الأذربيجاني وعدم السماح بسرقته

استثمار الانتصار الأذربيجاني وعدم السماح بسرقته

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_ناجي_خليفة_الدّهان_استثمار_الانتصار_الأذربيجاني_وعدم_السماح_بسرقته

                           

أدى انتصار أذربيجان على أرمينيا في الحرب الأخيرة التي دامت ستة أسابيع إلى إعادة الربط بين شرق العالم الإسلامي وغربه من دون المرور بإيران. وهذا انتصار كبير للأمة الإسلامية والذي تم بفضل الله والدعم الغير محدود من الجمهورية التركية، واليوم يُخْشَى من دسائس طهران، هذه الدولة المنحرفة التي تعمل على تحويل انتصار أذربيجان على أرمينيا وخروجها من أراضي إقليم قره باغ الذي احتلته لنحو ثلاثين عاما وإعادته لأذربيجان، محاولة استخدام الحيل والأساليب الخبيثة لسرقة هذا النصر باسم المذهب.

تُعَبّر بوضوح معارك أذربيجان والاصطفافات الدولية التي حصلت عن أهداف أخرى تماما في الصراعات الغير لافتة دينياً ومذهبياً، التي ترفعها إيران وتحشد تحتها الشباب بعاطفة دينية، فكانت الأولوية الإيرانية التي لها أهداف أخرى توسعية إمبراطورية فارسية قديمة بـ لافتة دينية عاطفية وفي الحالة الأرمنية لها بُعد اقتصادي وأمن داخلي وكبت حركات التحرر الأذرية والعربية المناهضة للنظام الإيراني، فلم تساند دولة إيران الدينية ذات التدين الشيعي لأذربيجان ذو الأغلبية الشيعية، بل اصطفت مع الدولة الأرمنية واستمر الدعم المتواصل لأرمينيا بالطحين والسلاح والذخائر لاسيما وقد تركزت معظم المعارك في المناطق المتاخمة لإيران، فيما استعادت أذربيجان الأراضي التي احتلتها أرمينيا منذ حرب 1992-1994. حيث عادت معظم الحدود الدولية مع إيران إلى سيطرة القوات الأذربيجانية، مما خلق واقعا استراتيجيا جديدا لإيران. وقد نقلت الصحافة الإيرانية علانية عن مخاوف طهران من أن التغيير على الحدود سيكون له تأثير سلبي على أمن إيران، لاسيما في مواجهة إيران لاحتجاجات داخلية من الأذريين، فتظاهر الأذريون (الأذربيجانيون) الإيرانيون، في عدة مدن إيرانية والتي يُشَكّلُون فيها الأغلبية، بما في ذلك تبريز وأورمية لمطالبة إيران بوقف نقل الإمدادات إلى أرمينيا. وجاءت هذه الاحتجاجات على الرغم من اعتقال النظام لمئات النشطاء، ونشر طهران لقوات الأمن، خاصة في تبريز، في محاولة منها للحد من نطاق الاضطرابات، وللاطلاع على تطور الأحداث لابد من الإجابة على الاسئلة التالية:

ولكن يظل السؤال قائما، هل سترد روسيا وإيران على التدخل التركي المتزايد في شؤون جنوب القوقاز؟

لماذا لم يتمّ العثور على حلٍّ للصراع بعد مضيّ ثلاثة عقود من اندلاعه؟

 لماذا فشلت الدولتان المتجاورتان في إيجاد حلّ من خلال الحوار؟

هل انتصار قره باغ يفتح طريقاً استراتيجياً بين تركيا وأذربيجان. وما أهميته؟

المشهد السياسي في منطقة الصراع:

ثمة قوتان إقليميتان تتمتعان بنفوذ كبير هما روسيا وتركيا، غير أن مواقفهما تختلف اختلافا نوعيا. حيث تُعد روسيا القوة التاريخية المهيمنة في المنطقة، فقد كانت كل من أرمينيا وأذربيجان جزءا من الإمبراطورية القيصرية، ثم الاتحاد السوفييتي فيما بعد. وبينما يجمع بين روسيا وأرمينيا تحالف عسكري، ولدى روسيا قاعدتين عسكريتين هناك، فهي أيضا تقيم علاقات طيبة مع أذربيجان ليس فقط على الصعيدين الديبلوماسي والاقتصادي، ولكن أيضا هناك تعاون عسكري مهم بين البلدين. وعلى الرغم من أن روسيا دعت الطرفين إلى وقف تصعيد الصراع، فمن المتوقع أيضا أن تتمكن من توسيع نفوذها بشكل أكبر على كل من أرمينيا وأذربيجان نتيجة لهذا الصراع.

وبموازاة التدهور التدريجي للعلاقات الإيرانية الأذربيجانية، تنامت العلاقات بين إيران وأرمينيا وتعززت الروابط بين البلدين، لدرجة باتت توصف هذه العلاقات اليوم بأنها استراتيجية، وعملت إيران بشكل جيد لدعم السلطات الأرمنية، حريصة على إظهار ’’الحياد‘‘ في الصراع بشأن إقليم ناغورني قره باغ من خلال الإعلام، إلا أن التقارير كشفت أن طهران دعمت وسمحت بمرور أسلحة ومعدات روسية باتجاه أرمينيا، وكانت تسعى إلى إطالة أمد الحرب وعدم حسم الصراع لصالح أذربيجان .

من ناحية أخرى، أعربت تركيا عن دعمها الأحادي الجانب لأذربيجان. فضلاً عن أن التدخل التركي المباشر لم يسبق له مثيل. فيما شاركت أنقرة عسكرياً بصورة مباشرةً من خلال إمدادها بالطائرات الهجومية المسيَّرة ’’بيرقدار 2‘‘، والخبراء الضروريين لتشغيلها. وهناك أيضاً تقارير عن مئات من المقاتلين الذين نقلتهم تركيا إلى أذربيجان للمشاركة في القتال. يُشكل الموقف التركي الجزئي عاملا استقطابيا في صراع معقد بالفعل.

تطور الحرب في الإقليم يقلق إيران:

بعد تجدد النزاع في إقليم ناغورني قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا خلال الفترة الأخيرة، وجهت وسائل إعلامية أذربيجانية اتهامات لطهران بالوقوف مع يريفان والسماح بعبور الأسلحة الروسية من أراضيها إلى أرمينيا، وهي اتهامات نفتها الحكومة الإيرانية جملة وتفصيلا، إلا أنها بحد ذاتها تقود إلى تساؤلات عن سبب توجيه هذه الاتهامات، وفي الوقت نفسه، حول حقيقة الموقف الإيراني من هذا النزاع. [1]

عند تناول قضية ناغورني قره باغ، يبرز غالبا دور كل من تركيا وروسيا، باعتبارهما طرفين إقليميين داعمين للبلدين المتصارعين؛ فالأولى تقف إلى جانب أذربيجان، والثانية إلى جانب أرمينيا. غير أنّ إيران أيضا تشكل الطرف الإقليمي الآخر في معادلة الصراع في ناغورني قره باغ، المعني بشكل مباشر بالتطورات الساخنة في هذه المنطقة، وتبرر مخاوفها اتجاه هذه الأزمة ووقوفها مع أرمينيا ضد أذربيجان لمنع توسع نفوذ أذربيجان وتحولها لقوة إقليمية في حال انتصارها في صراعها مع أرمينيا وكذلك آخذة بالحسبان علاقاتها الغير عادية مع بعض الفاعلين في الإقليم وكما يلي:

  • خطر التقارب الواضح بين أذربيجان وتركيا ومنافسها التقليدي في منطقة القوقاز، ومحاولة منع فتح ممر بري يربط بين العالم الإسلامي الواقع شرق أرمينيا وغربها بدون المرور عبر إيران، مع العلم أن إيران هي التي تحاول التوغل والسيطرة على هذه الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي السابق وتمارس العبث والنفاق الذي لا ينتهي.
  • يُخْشَى من انعكاسات هذا الصراع على الأمن القومي الإيراني، ليس فقط لما يمكن أن يُشَكِلَهُ من مخاطر على إيران بسبب وجود علاقات الجوار، بل لدوره المتنامي في تعزيز النزعة القومية لدى الأذريين في إيران على حساب الهوية الوطنية، وهو ما يثير مخاوف السلطات الإيرانية بطبيعة الحال وتشكل حوالي 20% من عدد سكان إيران، ويُنْظَر دائما إلى جمهورية أذربيجان بأنها أفضل حالا من إيران المتأزمة اقتصاديا واجتماعيا.
  • التعاون الأذري (أذربيجان) المكثف مع كلٍ من الولايات المتحدة وإسرائيل، واعتبار أن أذربيجان تشكل قاعدة متقدمة للأنشطة التجسسية والعسكرية الإسرائيلية ضد إيران.
  • فضلاً عن التنافس الاقتصادي بين أذربيجان وإيران بحكم أنهما دولتان منتجتان للنفط تستهدفان نفس الأسواق التصديرية، حيث تحاول إيران إبعاد أذربيجان عن إنشاء أنبوب التصدير عبر تركيا والذي سوف يعزز انتصارات أذربيجان على كل الجوانب مما يجعلها دولة قوية.
  • قلق النظام الإيراني من نجاح نموذج شيعي عِلماني مجاور، يستحوذ على النظام الإيراني لولي الفقيه، والخوف من ميل الإيرانيين إلى تكرار التجربة الأذربيجانية محليا، حتى وإن اختلفت في تفاصيلها.
  • التجربة الاقتصادية والسياسية لباكو، استطاعت أذربيجان تحقيقه وفق معدلات نمو محلي مرتفعة منذ استقلالها عام 1991 ومواجهة معدلات الفقر والبطالة وتوجيه إيرادات النفط والغاز لتطوير البنى التحتية بدلا من إرسالها لدعم الميليشيات المسلحة في الخارج.
  • الخلافات حول بحر قزوين. ترى إيران بأنه يجب أن يُعامل معاملة البحيرة المغلقة وتُقْسَم ثرواتُه بالتساوي بين إيران وأذربيجان إلى جانب (روسيا، كازاخستان، وتركمنستان). وأن أذربيجان قوية لا يخدمها في تنفيذ هذا الحل لأن سواحل إيران على البحر لا تزيد عن 11%..

وهنا، فإن تحول أذربيجان إلى دولة إقليمية أقوى وتربطها علاقة قوية مع تركيا سيعزز من فرض سيطرتها على البحر أو على الأقل تطور منافسة شرسة مع إيران، وفتح المجال لتوجه تركيا إلى جنوب القوقاز.

 إيران تنشط والحذر من سرقة انتصار أذربيجان:

تُشكِّل أذربيجان أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لإيران، لأهمية موقعها الجغرافي، فهي تشكل طريق لاتصالها بروسيا شمالا. فضلا عن الجانب الثقافي والعقائدي المشترك المتمثِّل بأن غالبية سكانها من الشيعة، فهي ولأسباب كثيرة، شكَّلت على الدوام نقطة التمركز الأساسية التي توجُّه إيران نحو القوقاز، وأن المزايا التي يوفِّرها الموقع الجيوسياسي لأذربيجان ومحاولة تعظيم الفرص الناتجة عن ذلك.[2]

تُعد أذربيجان، البلد ذات الغالبية المسلمة، من الدول المهمة والمحورية على الخارطة السياسية الغربية؛ الأوروبية والأمريكية، وهي في الوقت ذاته في محيط جغرافي عالي التنافسية؛ إذ يضم روسيا وإيران وتركيا. وفي محيط كهذا فإن القدرة على بناء سياسة خارجية فعَّالة ومتوازنة، مسألة تتجاوز فن بناء العلاقات الدولية، لتصبح أداة للبقاء. وترجع معوقات العلاقة مع طهران بصورة أساسية إلى طبيعة البنية السياسية لنظام الحكم في كل دولة، وتعارض توجُّهات السياسة الخارجية لحكومتي البلدين.

إيران قادرة على توظيف الانتماء المذهبي لأغراض سياسية وهي على استعداد لتطوير خطابها مع أذربيجان ولا مانع عندها من ترك شعار ولاية الفقيه مرحليا (استخدام التقية السياسية) لكسب أذربيجان وسلخها عن انتمائها القومي، وهي كانت تعمل بشكل حثيث منذ انفصال أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي عام 1991 على إعادة إحياء الطقوس الفارسية باسم الدين فيها، وتسعى إيران لاستقطاب شيعة البلاد، واستنساخ تجارب نيجيريا والعراق ولبنان. وقدمت الأجهزة الأمنية أخيرا تقريرا إلى الحكومة يصف كيف أن إيران قد ’’زادت من قدراتها في مناطق في أذربيجان‘‘. وتعتقد الأجهزة أن كثيرا من الناس أصبحوا الآن تحت التأثير الإيراني.[3]

أثار هذا التقرير شعور الخطر داخل الحكومة. وكانت أذربيجان عام 2013 قد خففت من القيود على حظر غير رسمي كان يمنع الشخصيات الدينية المرتبطة بإيران من الوعظ في الأماكن العامة، وكان هذا الانفتاح ’’التكتيكي‘‘ على الشيعة يهدف إلى وقف تدفق الأذريين في أذربيجان على الانضمام إلى تنظيمات المتطرفة التي ترعاها ايران ، والقتال في سورية والعراق، و لكن يبدو أنه كان لتلك السياسة عواقب غير مقصودة، فقد أدت إلى سيطرة إيران المتزايدة على الممارسات الشيعية في أذربيجان. ووفق للبيانات الرسمية، فإن 22 من أصل 150 مدرسة شيعية في البلاد تقع تحت السيطرة الكاملة لإيران، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الأذربيجانية (توران).[4]

تعمل إيران على تأسيس أذرع ناعمة لها في أذربيجان لأهمية استراتيجية لتكون أداة في تمرير أجندتها وإبقاء شعلة ثورتها متقدة، كما فعلت في العديد من الدول، وتأتي الجامعات على رأس هذه الأذرع تنفيذا لمبدأ التعبئة التربوية الذي أوصى به الخميني وكذلك المراكز الثقافية والجمعيات، ويعطي هذا الإجراء أبعادا كثيرة تؤكد أن النفوذ الإيراني في المنطقة لا يقتصر على تقديم الدعم العسكري والمالي للميليشيات والأحزاب والأنظمة الموالية بل يتعداه إلى تطوير القوة الناعمة المستدامة.

ولا تهدف الجامعات والمعاهد والجمعيات الإيرانية خارج إيران بالضرورة إلى الربح المادي، بل لخلق جيل جديد واع ومثقف وفق المنهج الإيراني في البلدان المجاورة، وتهدف إيران من خلال الانتقال إلى مؤسسة النفوذ الثقافي لجعل تلك الدول مرتبطة بنيويّاً بالعصب العقائدي للنظام الإيراني بغض النظر عن التفاهمات والتسويات والضغوط التي قد تطرأ على المستوى السياسي والتي قد تعيد تعريف النفوذ الإيراني في كامل المنطقة، هذا التوسع جزء من استراتيجية إيران الناعمة والمتطورة التي تعزز الأهداف الأيديولوجية والسياسية لطهران.

بعد أن أُسِسَت الجمهورية الإسلامية عام 1979، بدأ النظام يعمل على مبدأ تصدير الثورة، وذلك عبر استقطاب الطلاب من الدول العربية والإسلامية في مرحلة أولى ثم المساهمة في بعض الأقسام الخاصة بالفارسية والثقافة الإيرانية وإنشاء المراكز الثقافية في المنطقة وصولا إلى بناء المدارس وتمويل الجامعات خصوصا في الدول الإفريقية الفقيرة، ثم بدأت الخطوات الأولى في لبنان بعد سيطرة حزب الله والعراق بعد 2003 واليوم في سورية، من خلال الهيمنة الثقافية وفضلا عن استمرار عقيدة الولي الفقيه الاختراق للنسيج الاجتماعي في هذه البلدان. والنفوذ الإيراني في المنطقة لا يقتصر على تقديم الدعم العسكري والمالي للجماعات الموالية لها فقط، بل يتعداه إلى ما يسميه الإيرانيون ’’التعبئة التربوية‘‘. [5]

إن طهران تستخدم ’’أسلحة القوة الناعمة هذه لتكمل استراتيجيات إيران في مجال القوة العسكرية، حيث تقوم عن طريق المنظمات التعليمية والجمعيات الخيرية والثقافية بتوفير غطاء مدني للحرس الثوري وعناصر قوة القدس السرية للقيام بأنشطة تخريبية وباستقطاب الشباب الشيعة في المنطقة، ونزع الولاء الوطني منهم وتحويلهم من الولاء الوطني لدولهم إلى الولاء لولاية الفقيه (إيران) وربما تجنيدهم في الصراع الإقليمي الذي تشارك فيه إيران من أجل السلطة والهيمنة‘‘.

لماذا يجب على تركيا منع إيران من اختطاف النصر الأذربيجاني:

تحاول إيران إيجاد موطئ قدم لها في القوقاز، لأنه يعتبر عمق وامتداد استراتيجي للحدود التي تبسط عليها إيران نفوذها، فحماية الأمن القومي الإيراني يستلزم جعل هذه المنطقة آمنة، وإخضاعها للنفوذ الغير مباشر لإيران، مبررة بذلك مخاوفها المذكورة آنفا، وعلى الأخوة الأتراك أن يدركوا خطورة التحرك الإيراني لخطف نصر أذربيجان على أرمينيا وتحويله نصرا لها من خلال أساليبها وحيلها الخبيثة أن تسرق هذا النصر باسم المذهب، وعليه يتطلب القيام بخطوات سياسية واقتصادية وعسكرية لمنع سرقة النصر واستثماره للتواصل مع  دول جنوب القوقاز وإيقاف التمدد الصفوي لهذه الجمهوريات وكما يلي:

الجانب الاقتصادي:

  • انتصار قره باغ يفتح طريقاً استراتيجياً بين تركيا وأذربيجان حيث أصبحت حدود مباشرة بين تركيا وأذربيجان، ويتيح إنجاز مشروع خط أنابيب (البترول والغاز) باكو – أنقرة (خط مباشر)، وهو سوف يلغي نهائياً مشروع خط أنابيب النفط والغاز بين يريفان وطهران إلى أوروبا.
  • تشجيع استثمار رؤوس أموال الصناعيين والتجار الأتراك في مشاريع اقتصادية وصناعية في أذربيجان، والعمل على ربط الاقتصاد الأذري (أذربيجان) في الاقتصاد التركي.
  • توسيع التبادل التجاري بين أذربيجان وتركيا مع تخفيف القيود والضرائب وتقديم التسهيلات التي من شأنها توسيع التبادل التجاري.
  • تنفيذ خط سكة الحديد للربط بين البلدين ولتسهيل التنقل الإنساني والتجاري، وتطويره إلى بقية دول جنوب القوقاز، ليكون وسيلة للربط التجاري والثقافي في أواسط آسيا وربطها بتركيا، وإيقاف التمدد الروسي والإيراني.
  • إيقاف استيراد تركيا البترول والغاز من إيران والاعتماد على البترول والغاز الأذربيجاني، فضلا عن دعم الاقتصاد الأذربيجاني لتطوير العلاقات الاقتصادية وقدرات الدول الأذربيجانية.

الجانب الثقافي:

لمواجهة التوجه الإيراني التربوي والثقافي والذي يهدف من خلاله للانتقال إلى مؤسسة النفوذ الثقافي لجعل تلك الدول مرتبطة بنيويّاً بالعصب العقائدي للنظام الإيراني مما يتوجب القيام في الإجراءات التالية لإبعاد أذربيجان وشعبها من الفكر الصفوي:

  • القيام بحملة توعية دينية وثقافية لتوضيح مقاصد الدين الحنيف / من خلال إرسال علماء الدين الذين يجيدون اللغة الأذرية، للقيام بحملات توعية وتطويق الأفكار والخرافات الصفوية، وتوظيف الموقف الإيراني في دعمه أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان الإسلامية في معركة تحرير قرة باغ رغم أن عقيدتهم الشيعية واحدة لكسب الشعب الأذري.
  • فتح مراكز ومدارس دينية لتوسيع الوعي الديني، ومنح امتيازات للمشتركين فيها، كتخصيص رواتب أو أي امتيازات أخرى لتشجيع الدراسة فيها وكذلك لصد التمدد الصفوي.
  • فتح أفرع لجامعات تركية ومراكز ثقافية وجمعيات لتوسيع التبادل الثقافي بين الشعبين، وتوحيد الرؤى نحو مصالح الترابط بين البلدين وخاصة هناك روابط كثيرة بينهما كونهما من العنصر الأذري، وهذا سوف يساعد على محاربة التوجه الإيراني وإيقاف تغلله باسم المذهب.
  • تشجيع البعثات الدراسية الجامعية بين البلدين وتقديم التسهيلات لها قدر المستطاع، لأهمتها في خلق وعي وتبادل الثقافات وربط الشعبين في منظور ثقافي متقارب، ويبرز أهميته في المستقبل باستمرار وتمتين العلاقة بين الدولتين، والذي ممكن أن يلعب دورا كبير في دول جنوب القوقاز.
  • القيام بإنشاء المساجد قدر الإمكان لإيقاف توسع الحسينيات الصفوية، التي تنشر الأفكار الهدامة للإسلام، رغم المعلومات عن قلة وجود الحسينيات في أذربيجان.
  • فتح مستشفيات لتقديم الخدمات الطبية للشعب الأذري واستخدامها كواجهة للترابط بين الشيعة وتقوية العلاقات، التي من خلالها تحقق التواصل الاجتماعي الأخوي والإنساني.

الجانب العسكري:

تقوية الأواصر العسكرية بين جَيْشَي البلدين يديم الاستقرار والعلاقة فيما بينهم، مما يتطلب إعطائه اهتمام خاص من خلال تطوير التعاون في كل المجالات ويتم وضع ضوابطها من خلال لجنة مشتركة:

  • تشجيع التبادل الثقافي العسكري في فتح القبول في الكليات العسكرية بين البلدين، مع تقديم التسهيلات، لتوحيد الرؤى في العقيدة العسكرية من أجل الوصول للتعاون العسكري.
  • التعاون في مجال المعلومات الاستخبارية وفق ضوابط تخدم البلدين، بما يجنب البلدين كل أنواع التطرف ويحقق الاستقرار لخدمة الشعبين.
  • إنشاء قواعد عسكرية تركية في أذربيجان، مقابل القواعد الروسية في أرمينيا، لإضفاء الاستقرار في المنطقة وتحقيق التوازن لتعزيز قوة موقف أذربيجان اتجاه إيران، ولمنع التوسع الروسي في المنطقة.
  • إجراء التدريبات المشتركة بين القوات التركية والأذربيجانية لرفع القدرة القتالية للجيوش ولتكن رادع لدول الجوار التي تحاول المساس باستقرار المنطقة.
  • التعاون في مجال تصنيع الأسلحة وتمكين أذربيجان من الاعتماد على قدراتها في بعض الأنواع من الأسلحة الضرورية.
  • عقد حلف عسكري ودفاع مشترك بين تركيا وأذربيجان من شأنه أن يكون رادع قوي للدول التي تحاول المساس باستقرار أذربيجان والمنطقة، ويكون في هذه الحالة الاعتداء على أذربيجان هو اعتداء على تركيا، وبذلك تمنحها قوة في مواقفها. مع إمكانية توسيع الحلف العسكري لاحقا مع الدول الناطقة باللغة التركية وهي (أذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وقيرغيزستان وطاجيكستان).

هذه الإجراءات تعزز العلاقة بين تركيا وأذربيجان وتحولها من علاقة اعتيادية إلى علاقة شراكة استراتيجية، تحقق المصالح لكلا البلدين ولعموم منطقة القوقاز، ويجب استثمار الانتصار الذي تحقق، لأن الحقيقة ليست استسلام أرمينيا بتوقيعها على المعاهدة مع أذربيجان بعد أكثر من ربع قرن، بأنه النصر الحقيقي ولكن الأهم من هذا كله فتح ممر بري يربط بين ٨٠٠ مليون مسلم شرق أرمينيا بنحو٦٠٠مليون مسلم غربها دون المرور بإيران التي تواطأت ولزمن طويل مع الأعداء لقطع الروابط بين العالم الإسلامي. إن هذا الممر فتح الباب لإعادة التواصل الاقتصادي والثقافي المقطوع بين تركيا وباكستان وأفغانستان والدول المسلمة التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي دون المرور بإيران. هذا يعني إعادة النشاط الاقتصادي والثقافي إلى ما يُعْرَف تاريخيا بخراسان الكبرى التي كانت تعيش حياة ذهبية ويجب عدم السماح لإيران من اختطاف النصر الأذربيجاني وتحوليه لانتصار لها من خلال التغلغل واستقطاب الشعب الأذري (الأذربيجاني) وجعله تابع لولاية الفقيه.

المراجع

 

  • إيران تنشط لتحويل أذربيجان إلى عراق آخر، هدى الحسيني ،كاتبة صحافيّة ومحللة سياسية لبنانية. https://aawsat.com/home/article/1153746
  • إيران وأذربيجان: التنافس والصراع في جنوب القوقاز.

https://studies.aljazeera.net/ar/reports/2016/05/160503084747218.html مركز الجزيرة للدراسات.

  • إيران تنشط لتحويل أذربيجان إلى عراق آخر، هدى الحسيني ،كاتبة صحافيّة ومحللة سياسية لبنانيّة. https://aawsat.com/home/article/1153746 . الشرق الأوسط
  • الأمن القومي الإيراني وأزمة ’’ناغورني قره باغ‘‘ ..لماذا تخشى إيران من توسع دور أذربيجان؟ علي عاطف. المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.
  • فروع الجامعات الإيرانية في الخارج قوة ناعمة مستدامة، https://alarab.co.uk/

 

المادة السابقة
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات