الأربعاء, نوفمبر 19, 2025
spot_img
الرئيسيةتحليل سياسيمعركة كسر العظم بين طهران وموسكو قد بدأت في سورية

معركة كسر العظم بين طهران وموسكو قد بدأت في سورية

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_نبيل_العتوم_معركة_كسر_العظم_بين_طهران_وموسكو_قد_بدأت_في_سورية

في خضم التحولات السياسية والعسكرية التي تشهدها المنطقة، برزت العلاقات الإيرانية الروسية كواحدة من أكثر العلاقات تعقيدًا. فقد حاولت طهران في السنوات الأخيرة الحفاظ على نفوذها في سورية، في ظل التغيرات المستمرة في موازين القوى وصراعات النفوذ بين القوى الكبرى. ومع تصاعد الضغوط على إيران، خاصة من قبل إسرائيل، بدأت الصحف الإيرانية تُعبر عن قلقها من التغيرات في موقف روسيا، حليفتها السابقة.

حيث تشير التقارير إلى انخراط موسكو في مفاوضات مع واشنطن وتل أبيب قد يؤدي إلى تقليص دور إيران في سورية. هذه الديناميكية تثير تساؤلات حول قدرة إيران على الحفاظ على مصالحها في سياق معادلات القوة المتغيرة، فضلاً عن احتمالية وقوع صدامات مباشرة بين طهران وموسكو إذا استمرت الضغوط. بهذا، تستحضر الأحداث الحالية مشهداً يتسم بالتوتر والريبة، مما يضع إيران في موقف حرج يتطلب إدارة دقيقة للعلاقات والتوازنات الإقليمية.

القلق الإيراني: التحولات الروسية وتداعياتها على نفوذ طهران في سورية

على غير عادتها غيّرت الصُحف الإيرانية من لهجتها تجاه روسيا، حيث قامت صحيفة ’’سياسات روز الإيرانية‘‘ بتصعيد خطابها مُطالبة القوات التي تنادي بخروج إيران من سورية أن تخرج هي أولا. إذ ألمحت بأن حلفاء الأمس ينادون باستبعاد طهران من معادلات الحل في سورية في إشارة واضحة إلى روسيا، ومن ناحية أخرى تضمّن العنوان الرئيسي لـصحيفة ’’بهار‘‘ الكرة في ملعب روسيا، وهذا يطرح تساؤلاً هل بإمكان بوتين التضحية بإيران،

روسيا وإيران: هل يشهد التحالف تآكلًا أم تصعيدًا؟

وكتبت بهار أنه على الرغم من وَصف علي أكبر ولايتي لزيارته إلى موسكو بالبناءة، وحتى مع توقع زيادة استثمار الروس في إيران، إلا أنه من غير الواضح ما يجري فعلياً بين موسكو وواشنطن من ناحية، وموسكو وتل أبيب من ناحية أخرى، لكن المعلومات المتوفرة لدى الحكومة الإيرانية غير مُبشّرة مطلقاً، وإجمالاً فالكرة في ملعب روسيا حالياً، وعلينا الانتظار لنرى.

التغيرات الاستراتيجية: موسكو تنسج تحالفات جديدة على حساب طهران

المعلومات الإيرانية تؤكد بأن موسكو مُنخرطة في مساومات مصلحية، وفي العمل على رسم مقاربة للوصول إلى صفقة جديدة مع الولايات المتحدة بخصوص سورية وقد يتمخض عنه التحرك ضد ّإيران، بموازاة ذلك تتكهن وسائل الإعلام بأن استراتيجية بوتين لا تزال مُبهمة، وأن هناك مناورة ’’غير شريفة‘‘ بهذا المعنى؛ لأنَّها أنانية، وغير بريئة يتم حياكتها بالخفاء، وعلى حساب إيران.المعلومات الإيرانية تتحدث أيضاً عن مباحثات ماراثونية مُكثّفة يُجريها مسئولون روس مع نظرائهم الأمريكيين والإسرائيليين وبشكلٍ غير مُعلن؛ للتوصل إلى صيغة ما، لإبعاد القوات المدعومة إيرانياً عن سورية وبشكل ممنهج ومتدرج.

منظومة إس-300: هل هي أداة ردع أم مجرد وهم؟

عدد من المسئولين الإيرانيين دخلوا على الخط  وتحدثوا عن مؤامرة روسية بدت مؤشراتها من خلال التنسيق الواضح بين موسكو وتل أبيب، والذي تجلّى من خلال  تنفيذ الضربات داخل الأراضي السورية، حيث تحدثوا على أن القيادة العسكرية والاستخبارية العاملة في سورية يتم إعلامها مسبقاً بأماكن هذه الضربات وبتوقيتها، والمثير أنه لم يجري تبادل هذه المعلومات لا مع الإيرانيين ولا السوريين، ولم يتم تفّعيل منظومتها الجوية إس – 300، ولو قامت روسيا بذلك لما تجرأت إسرائيل على القيام بهجماتها في هذه السهولة،

بل على العكس كان يتم تعطيل منظومتها الرادارية والتشويش على الرادارات السورية، ومنظومة الاتصالات الاستخبارية للقوات السورية ولحلفائها، فالنتيجة التي تتحدث عنها هذه التسريبات يمكن تلخيصها بجملة واحدة، وهي أن هناك نوعاً من التنسيق بين ’’الهجمات الإسرائيلية، والدفاع الجوي الروسي المتمركز في سورية‘‘ وهنا تتساءل طهران ما جدوى وجود منظومة صواريخ إس – 300 وإس – 400 في سورية، وما هو الهدف منها هل هو مساومة واشنطن وتل أبيب على تحسين شروط التفاوض مع موسكو؟!

العلاقات الإيرانية الروسية: بين الانسجام والخيبة

من الجانب الآخر تَخلص التسريبات الاستخبارية الإيرانية إلى أن تزويد سورية بنظام إس – 300، قد أسهم في زيادة وتيرة العمليات النوعية الإسرائيلية لضرب تجمعات إيران وحلفائها في سورية لاسِيّمَا حزب الله اللبناني.

الأمر الآخر أنَّ منظومة إس ‑300 قادرة على إصابة الأهداف الجوية على مسافة تصل إلى 250 كم، مما يُعزّز من القدرات القتالية للدفاعات الجوية السورية، والتي يمكنها أيضًا إيقافُ أجهزةِ الرادار والاتصالات التابعةِ للقواتِ العدوَّة التي تُوجِّه الضربات إلى الأراضي السورية، ولكن ما حصل هو العكس تماماً وهنا مَكْمَنُ الخطر.

الإسرائيليون في سماء سورية: فشل الدفاعات الجوية الإيرانية

إذ يبدو أن منظومة إس – 300 لم تمنع الطيران الحربي الإسرائيلي من التحليق فوق الأراضي السورية، فهو يُحَلِّق بِحُريَّة منقطعة النظير. كما قدّم لها الطيران الإسرائيلي معلومات دقيقة حول استهداف القوات الحليفة لإيران، الأمر الذي أثار مخاوف طهران، وجعلها توجّه اتهامات مباشرة ليس لروسيا فحسب، بل إلى شخص الرئيس بوتين بالتآمر على إيران.

ومِنَ المؤكد أن الأمور تتجه للتصعيد بين موسكو وطهران، التي تعهدت على لسان علي لاريجاني الشخصية القوية في النظام الإيراني بالانتقال إلى الخطة ’’ب‘‘ ، وعنوانها قلب الطاولة على الجميع في حال تَمَّ استهداف مصالح إيران في سورية، وستكون القضية مسألة حياة أو موت بالنسبة لطهران.

مركز_أمية_للبحوث_والدراسات_الاستراتيجية_تحليل_سياسي_نبيل_العتوم_معركة_كسر_العظم_بين_طهران_وموسكو_قد_بدأت_في_سورية

مقالات ذات صلة